الفنان العالمي ظافر يوسف في اختتام مهرجان دقة الدولي: حين يتجسد التميز في إنسان

من الصعب أن تجد عنوانا مناسبا لحفل الفنان العالمي ظافر يوسف في اختتام الدورة السابعة والأربعين من مهرجان دقة الدولي، ومن الصعب أن تجد زاوية واحدة للكتابة.

كل العوامل زرعت لتنبت سهرة من أفضل سهرات صيف تونس 2023، نسمات باردة، نجوم تحرس رؤوس الحاضرين، تنظم محكم وفنان من طراز آخر.

نجح ظافر يوسف في عدة نقاط، أهمها حالة النزوح العكسي التي فرضها على جمهوره، فعدة حافلات مليئة بالجمهور تنقلت من العاصمة نحو دقة لمواكبة عرضه الوحيد في تونس، فضلا عمّن خيروا التنقل بسياراتهم الخاصة، فأصبحت ترى في دقة اصدقاءك الذين تركتهم في العاصمة، ووجوها من أهل الثقافة والفن على غرار المسرحي توفيق الجبالي، الممثلة شاكرة رماح، ياسمين ديماسي، توفيق العايب، فاطمة الفالحي…

يعود ظافر إلى تونس بمشروع موسيقي جديد عنوانه “شوارع المآذن” استلهمه بحسب تصريحات صحفية من صوت الأذان المنطلق من عشرات المآذن لدى زيارته في اسطنبول في رحلة بحرية، سرت في جسده قشعريرة وعاد به ذلك إلى طفولته وإلى الأبواق التي استعملها في بداياته الفنية.

الفنان الكوني الذي يقدم صورة جميلة عن بلده أينما تنقل ويروج لها بأفضل ما يمكن (قناة ARTE كانت حاضرة لتسجيل الحفل في مسرح دقة الأثري) يمزج العود كآلة شرقية مع الآلات الغربية معازفين من جنسيات مختلفة، من أرمينيا إلى فرنسا إلى البرازيل…. ويمزج معهم صوته ليصبح آلة لا تكاد تميزها عن بقية الآلات، ليكون جسرا بين ثقافات مختلفة وعقلا قادرا على استيعاب زملاءه الفنانين وتنوع ثقافتهم، ودمجمهم في مشروع موسيقي.

العرض لم يتميز فقط من حيث المحتوى ولكن في أمور أخرى، شكلت الإضاءة عنصرا مكملا للمشهدية ولجمال الركح، فيما اعتبر المؤلف الموسيقي التونسي سيف الدين هلال أن العرض بمثابة “ماستر كلاس” لتقنيي ومهندسي الصوت، صوت خرج نقيا كما ينبغي له أن يكون.

يمزج بين الموسيقى الشرقية والجاز والفانك وايقاعات البرازيل الساحرة، بين العزف والأداء والحديث مع الجمهور، يسألهم عن أحوالهم، يحيي بعض أصدقاءه والشخصيات الحاضرة على غرار أرملة الراحل الصغير أولاد أحمد وابنته الذين أهداهما إحدى مقطوعاته بعنوان “Herbies Dance” وفاء لروحه صديقه، يمازح البعض الآخر ويعود إلى آلته وعرضه، فيطوف بالجمهور بين الألحان والحكايا…

 

 

Related posts

يوم 3 سبتمبر: معرض استثنائي للمشاريع المعمارية بمتحف قرطاج

root

ورشة إقليمية حول إدارة وحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه

مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تدعم عودة جوني ديب للإخراج بعد حوالي 20 عاماً