كما يختزل الركح ملاحمنا و حكاياتنا المثيرة، تختزل عبارة “دون انقطاع” تراكم الجهود من التأسيس إلى التثبيت .
لتنعم الكاف بالمهرجان الدولي 24 ساعة مسرح دون انقطاع وينعم الزائرون من تونس وخارجها بعبق المدينة العالية، لعلهم يلتحقون بقائمة مدمني نسيمها العليل.
لم ولن تكون لحظة اختتام 24 ساعة مسرح لحظة بروتوكوليّة يختزل طقوسها خبر رتيب، بل هي أشبه بلحظات الصمت المسرحي الأعمق تعبيرا و الأشمل اختزالا للوجع…
لضرورة التوثيق نكتب،
أسدل الستار على الدورة الحادية والعشرين للمهرجان الدولي 24 ساعة مسرح دون انقطاع بالكاف لينفضّ من حول مركز الفنون الدرامية والركحية أكثر من 250 طالب وطالبة وما يناهز سبعين زائرا من 12 دولة أجنبية لبّوا دعوة المشاركة، خلافا لمن تكشفهم لكناتهم و أسئلتهم الجغرافية من غير المشاركين، الذين استدرجهم صدى المهرجان وإشعاع مدينته العريقة.
04 قاعات عروض بمركز الفنون الدرامية والركحية و 07 دور ثقافة بالجهات من السرس والدهماني إلى قلعة سنان و تاجروين أيضا نبّر والقصور و الساقية، كذلك انفتاح على المدارس و دار المسنين والمركز المندمج للأطفال وحتى السجن المدني بالكاف،فضاءات حاولت كلها استيعاب خيالات المسرحيين الذين قدموا 33 عرضا من إجمالي 42 باحتساب العروض الكوريغرافية والموسيقية، ليفيض سيل الإبداع على شوارع الكاف أين الجميع يسألون عن المهرجان ؛ سائق التاكسي، النادل، عون الاستقبال في النزل وغيرهم كثير.. كلهم جُبِلوا على حفاوة الاستقبال حفاظا على ديمومة مهرجانهم واشعاع مدينتهم…
ويرى المخرج المسرحي المؤسس لسعد بن عبد الله، أحد المكرمين في هذه الدورة صحبة زهيرة بن عمار رؤوف بن عمر وفتحي الهداوي، إن هذا المهرجان ما كان له أن يتواصل لأكثر من عقدين لولا إيمان المسرحيين من تونس وخارجها بقيمته.
وخص بالشكر من أشرفوا على مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف من معز حمزة مرورا بسامي النصري وصولا إلى عماد المديوني مدير الدورة الحالية…